“كلمة السيد رئيس جامعة تلعفر بمناسبة الذكرى العاشرة لفاجعة الثرثار”
بقلوبٍ يملؤها الإيمان وبعزيمة راسخة تسيرُ على دربِ الشهداءِ، نقفُ اليومَ في هذا المقامِ الجليلِ لنستذكرَ الذكرى العاشرةَ لفاجعةِ الثرثارِ الأليمةِ التي هزّت أعماقَ الوجدانِ الوطنيِّ وباتت معلماً خالداً في سجلِّ البطولةِ والفداءِ، تلك اللحظةُ التاريخيةُ المؤلمةُ التي شهدت ارتقاءَ ثمانيةٍ وأربعين من منتسبي الشرطة الاتحادية الباسلةِ من خيرةِ أبناءِ قضاءِ تلعفرَ إلى ذرا المجد بنيلهم الشهادة دفاعاً عن عزة الوطن والمقدسات الطاهرة.
لقد خطّ هؤلاء الأبطال الميامين بدمائهم الزكية أنبل صفحات التضحية والإيثار، مجسدين بتضحياتهم الجليلة أسمى معاني الوفاء للوطن والاستعداد الكامل لحماية المقدسات والذود عن حياض الشرف والكرامة، مؤكدين للعالم أجمع أن أبناء تلعفر الأوفياء لا يتوانون لحظة واحدة عن بذل أغلى ما يملكون في سبيل صون عزة الوطن وحفظ كرامة شعبه العريق.
وفي هذه المحطة التاريخية الخالدة التي تستدعي من الذاكرة أروع صور البطولة النادرة والتضحية المقدسة، نقف بكل إجلال وإكبار أمام هذه الأرواح الطاهرة التي صعدت إلى بارئها مضرجة بدمائها الشريفة، تاركة وراءها إرثاً خالداً من العزة والإباء، ومؤكدة أن دماءهم الطاهرة ستبقى بذوراً مباركة تنبت في أرض الوطن أجيالاً من الأبطال المخلصين.
إن جامعة تلعفر، هذا الصرح العلمي الشامخ الذي يحتضن بين جنباته أبناء هذه الأرض المقدسة، تتشرف بانتمائها إلى هذا القضاء الباسل الذي سُقي بدماء الشهداء الأطهار، وتتعهد أمام الله العلي القدير والتاريخ والأجيال القادمة بأن تظل منارة علم وهداية تحمل رسالة الشهداء الخالدة، عاملة على إعداد أجيال واعية مؤمنة بقضايا الوطن العادلة ومتمسكة بقيم البطولة والتضحية والشهادة في سبيل الله.
الرحمة الواسعة والخلود الأبدي لشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة قرباناً مقدساً على مذبح الوطن والعقيدة، والصبر الجميل والأجر العظيم لأهاليهم الكرام الذين احتسبوا فلذات أكبادهم عند الله العزيز الحكيم، وإن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الأستاذ الدكتور عبدالعزيز احمد عزيز
رئيس جامعة تلعفر